الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
وعمل في سد السكور كل أحدٍ ودثرت الحواضر وغرق أممٌ من الفلاحين وعظمت الاستغاثة بالله ودام خمس ليال وعملت سكورة فوق الأسوار. ولولا ذلك لغرق جميع البلد وليس الخبر كالعيان. وقيل: تهدم بالجانب الغربي نحو خمسة آلاف بيت. ومن الآيات أن مقبرة الإمام أحمد بن حنبل غرقت سوى البيت الذي فيه ضريحه فإن الماء دخل في الدهليز علو ذراع ووقف بإذن الله وبقيت البواري عليها غبار حول القبر. صح هذا عندنا. وجر السيل أخشابًا كبارًا وحيات غريبة الشكل صعد بعضها في النخل. ولما نضب الماء نبت على الأرض شكل بطيخ وقدم دمشق الشيخ شمس الدين محمود الأصبهاني المتكلم المصنف وله ستون سنة. وسار من مصر نحو ألفي فارس نجدة لصاحب اليمن. وضرب بمصر الشهاب بن مري التيمي المذكور وسجن ثم نفي لنهيه عن الاستغاثة والتوسل بأحد غير الله ومقت لذلك ثم فر إلى أرض الجزيرة وأقام هناك سنين. ورجع ملك التكرور موسى فخلع عليه السلطان خلعة الملك عمامة مدورة وجبة سوداء وسيفًا مذهبًا. وعملت خانقاه سلطانية بسرياقوس وحضر السلطان والقضاة ووليها المجد الأقصرائي. ولم يثبت عيد الفطر إلى قبيل الظهر بدمشق فصلى العيد خطيب العقيبة ثم صلى الظهر ثم صلاها خطيب البلد من الغد بالبلد ولم يخرج إلى المصلى بل بعث الشمس النجار فخطب بالمصلى. ومات بدمشق المحدث كاتب الحكم علاء الدين علي بن النصير محمد بن غالب بن محمد الأنصاري الشافعي عن ثمانين سنة. روى عن الكمال الضرير الشاطبية وعن ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وطلب وكتب وتفقه وشارك في العلم وتميز في الشروط. ومات الفقيه المعمر شهاب الدين أحمد بن العفيف محمد بن عمر الصقلي ثم الدمشقي إمام ومات بمصر الإمام شيخ القراء تقي الدين محمد بن أحمد بن عبد الخالق المصري الشافعي الخطيب ابن الصايغ في صفر وله ثمان وثمانون سنة. تلا بالسبع على الكمالين الضرير وابن فارس واشتهر وأخذ عنه خلق. ورحل إليه. وكان ذا دين وخير وفضيلة ومشاركات قوية. ومات بدمشق في ربيع الأول المعمر الشيخ عبد الرحمن بن عبد الولي الصحراوي سبط اليلداني عن خمس وثمانين سنة. سمع من جده كثيرًا والرشيد العراقي وابن خطيب القرافة وشيخ الشيوخ الحموي. وأجاز له الضياء والسخاوي. سمع منه نائب السلطنة الآثار للطحاوي ووصله ورتب له درهمًا ثم أضر وعجز. ومات واقف الخان المشهور خطاب بن محمود العراقي الأمير بدمشق. ومات الإمام المحدث نور الدين علي بن جابر الهامشي اليمني الشافعي شيخ الحديث بالمنصورية عن بضع وسبعين سنة. حدث عن زكي البيلقاني وعرض عليه الوجيز للغزالي. وله مشاركات وشهرة. ومات علامة الأدب علم البلاغيين شهاب الدين محمود بن سلمان بن فهد الحلبي كاتب السر بدمشق في شعبان عن إحدى وثمانين سنة وصلى عليه ملك الأمراء. أجاز له ابن خليل وحدث عن ابن البرهان ويحيى بن الحنبلي وابن مالك. خدم بالإنشاء نحوًا من خمسين سنة. وكان يكتب التقاليد على البديهة. وولى بعده ابنه شمس الدين. ومات بالكرك قاضيها العلامة الورع نور الدين محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الأميوطي الشافعي. حكم بالكرك نحوًا من ثلاثين سنة وتفقه به الطلبة. وحدث عن قطب الدين القسطلاني وغيره. وهو والد شرف الدين قاضي بلبيس. ومات بدمشق شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي في رمضان عن ثلاث وثمانين سنة. روى كثيرًا عن ابن خليل وعن عيسى الخياط والضياء صقر وعدة. وطلب الحديث وحصل أصولًا بمروياته. وخرج له ابن المهندس معجمًا قرأته. وكان لا بأس به. ومات كبير الدولة الأمير الكبير ركن الدين بيبرس المنصوري الخطائي الدويدار صاحب التاريخ الكبير ورأس الميسرة ونائب مصر أرغون. بلغ الثمانين. توفي في رمضان بمصر. ومات بدمشق في ذي القعدة الإمام شيخ الإسلام بقية الفقهاء الزهاد خطيب العقيبة صدر الدين سليمان بن هلال بن شبل الهاشمي الجعفري الحوراني الشافعي عن ثلاث وثمانين سنة. تفقه بالشيخين محيي الدين وتاج الدين وناب عن ابن صصرى وبينه وبين جعفر الطيار ثرثة عشر أبًا والله أعلم. وكان متزهدًا في ثوبه وعمامته الصغيرة ومأكله وفيه تواضعٌ وتركٌ للرياسة والتصنع وفراغٌ عن الرعونات وسماحةٌ ومروءة ورفق. شيعه الخلق وحمل على الرؤوس. وكان لا يدخل حمامًا. حدث عن ابن أبي اليسر والمقداد. وكان عارفًا بالفقه وله حكايات في مشيه إلى شاهد يؤدي عنده وإلى خصم فقير وربما نزل في طريق داريا عن حمارته وحمل عليها حزم حطب لمسكينة رحمه الله. سنة ست وعشرين وسبعمائة ضربت عنق الفقيه المقرىء ناصر بن الهيتي الصالحي على الزندقة الواضحة وفرح المسلمون. وكان من أبناء الستين. ثم ضربت عنق توما الراهب الذي أسلم من ثلاث سنين وارتد سرًا ثم أفشى ذلك عند المالكي وأحرق ولم يتكهل. وهو بعلبكي. وسار المحمدي رسولًا إلى أبي سعيد القآن. ونقل قرطاي من نيابة طرابلس إلى خبز القرماني الذي أمسك. وولي طرابلس طينال الحاجب. وفي شعبان أخذ ابن تيمية وحبس بالقلعة في قاعةٍ ومعه أخوه عبد الرحمن يؤنسه وعزروا جماعة من أصحابه. ووصل الماء الجاري إلى مكة من مال جوبان نائب التتار. ومات في المحرم الشيخ علاء الدين علي بن محمد بن علي بن السكاكري الشاهد. وكان رأسًا في كتابة الشروط وفيه شهامة وحط على الكبار. ولكنه كان يتحرز في الشهادة. من أبناء الثمانين. ساء ذهنه بأخرة. أجاز له عبد العزيز بن الزبيدي وهبة الله بن الواعظ والتستري وعدة. وسمع من ابن عبد الدايم وجماعة. ومات المعمر كبير السادة ناصر الدين يونس بن أحمد الحسيني الدمشقي عن إحدى وثمانين سنة. وكان رئيسًا وسيمًا. حدث عن الخطيب مردا. وذكر للنقابة. ومات خطيب المدينة وقاضيها المفتي سراج الدين عمر بن أحمد بن طراد الخزرجي المصري الشافعي عن تسعين سنة. حدث عن الرشيد العطار وأجازه الشرف المرسي والمنذري. وتفقه بابن عبد السلام قليلًا ثم بالسديد التزمنتي والنصير بن الطباخ. وخطب بالمدينة أربعين سنة ثم سافر إلى مصر ليتداوى فأدركه الموت بالسويس. ومات بمصر القاضي الإمام كمال الدين محمد بن علي بن عبد القادر التميمي الهمذاني ثم المصري الشافعي عن إحدى وسبعين سنة. حدث عن النجيب وطائفة. قرأ عليه ولده الإمام نور الدين صحيح البخاري. وله عليه حواشٍ بخطه المنسوب. رثاه صاحبنا أبو بكر الرحبي. توفي في المحرم. ومات ببعلبك شيخها الصدر الكبير قطب الدين موسى ابن الشيخ الفقيه محمد اليونيني صاحب التاريخ عن ست وثمانين سنة وأشهر. حدث عن أبيه وشيخ الشيوخ والرشيد العطار وأبي بكر بن مكارم وجماعة. وأجاز له ابن رواج وجماعة. وكان وافر الحرمة له عقلٌ ورأي وذكاء. توفي في شوال. ومات بدمشق المقرىء المدرس الإمام زين الدين أبو بكر بن يوسف المزي بن الحريري الشافعي في ربيع الأول عن ثمانين سنة. كان كيس الجملة عالمًا متواضعًا مقرئًا بالسبع. أخذ عن الزواوي. وحفظ الفقه والنحو وحدث عن خطيب مردا. والبكري وابن عبد الدايم وله جهات. وماتت المعمرة أمة الرحمن ست الفقهاء بنت الشيخ تقي الدين إبراهيم ابن علي بن الواسطي الصالحية في ربيع الآخر عن ثلاث وتسعين سنة. سمعت جزء ابن عرفة من عبد الحق حضورًا. وسمعت من إبراهيم بن خليل وغيره وأجاز لها جعفر الهمذاني وكريمة وأحمد بن المعز وابن القسطي وعدد كثير. وكانت مباركة صالحة روت الكثير. وهي والدة فاطمة بنت الدباهي. ومات بالحلة شيخها العلامة المتفنن جمال الدين حسين بن يوسف ابن المطهر الشيعي المعتزلي ومات الخطيب المسند تقي الدين أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي في جمادى الآخرة عن بضع وسبعين سنة. سمع من خطيب مردا السيرة في الخامسة. وسمع من اليلداني والبكري ومحمد بن عبد الهادي حضورًا. ومن إبراهيم بن خليل. وأجاز له السبط وجماعة. وكان يخطب جيدًا بالجامع المظفري. ومات الزاهد الكبير الشيخ حماد التاجر ابن القطان بالعقيبة وحمل على الرؤوس. وكان يقرئ القرآن ويحكي عجائب عن الفقراء وفيه زهدٌ وتعفف. ويحضر السماع ويصيح. وله وقع في القلوب. عاش ستًا وتسعين سنة. ومات مفتي العراق جمال الدين يوسف بن عبد المحمود بن البتي الحنبلي - أحد الأذكياء - كهلًا. تخرج به الفضلاء في فنون. ومات بشوال في قاسيون العالم المسند شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء بن الزراد الصالحي عن ثمانين سنة. روى شيئًا كثيرًا. وتفرد. خرجت له مشيخة. روى عن البخلي ومحمد بن عبد الهادي واليلداني وخطيب مردا زوالبكري وكان يروي المسند والسيرة ومسند أبي عوانة والأنواع والتقاسيم ومسند أبي يعلى وأشياء. افتقر واحتاج وتغير ذهنه واختلط قبل موته بعام أو أكثر. ومات بالمدينة الإمام الزاهد التقي قاضي الحنابلة شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك الصالحي في ذي القعدة عن أربع وستين سنة وأشهر. وكان من قضاة العدل بصيرًا بمذهبه عارفًا بالعربية كبير القدر ولى إحدى عشرة سنة وحج ثلاثًا وفي الرابعة أدركه أجله. ومولده في صفر أو في ربيع الأول سنة اثنتين وستين. روى عن ابن عبد الدايم حضورًا وطلب بنفسه وقرأ وكتب بعد الثمانين ومحاسنه جمة رحمه الله. سنة سبع وعشرين وسبعمائة نقل قاضي حمص ابن النقيب إلى قضاء طرابلس وقاضيها ناصر الدين الزرعي إلى قضاء حمص. وحاصر ودي بن جماز المدينة جمعة. ودخلوا وأحرقوا بابها وأسروا غلمان صاحبها كبيش وهرب أخوه طفيل وابنه وقتلوا القاضي هاشم بن علي العلوي وعبد الله بن العابد. ودخل الأمير قوصون بابنة للسلطان. وفي رجب كائنة الإسكندرية: ضرب رجلٌ أفرنجيًا عند باب البحر فأنهى الحال إلى أيدها الكركري فركب وأمر بغلق الأبواب ودخل الليلي على الناس. فمشى كبراء إلى الأمير في فتح الباب لهم ففتحه بعد العشاء وخرجت الرماة ثم انعصر الخلق في الباب وجذبت السيوف وخطفت العمائم ومات نحو عشرة من الرضى. فلما أصبحوا وخرج الأمير إلى الجمعة رجم فعاد إلى بيته فجاءوا بقش وأحرقوا الباب وأخرجوا أهل الحبس ووقع النهب في دارين أو ثلاثة لأعوان الوالي. فبطق الأمير إلى مصر وغوث فتنمر السلطان واعتقد أنهم أخرجوا أمراء من سجنهم فأمر ببذل السيف في الإسكندرية وهدمها وجهز أربعة أمراء منهم الوزير الجمالي فجاء وطلب قاضي البلد ونائبه وأهانهم فقال نائبه: وهو التنيسي ما يلزمنا فلا تهن الشرع. فضربه كثيرًا وطلب التجار وسبهم وأخذ منهم أموالًا عظيمة ووسط ثلاثين نفسًا واختبط البلد وصودر الكل حتى افتقر عددٌ كثير. وطلب قاضي حلب ابن الزملكاني إلى مصر ليولى قضاء دمشق فمات ببلبيس. وعرض قضاء دمشق على أبي اليسر بن الصايغ وجاءه التشريف فصمم وامتنع وبكى فأعفي مكرمًا. ثم قدم على المنصب الشيخ علاء الدين علي ابن اسماعيل القونوي ثم بعده ابن الزملكاني المذكور. وجاء يوم الأضحى على بلبيس سيل عظيم وقاسوا شدة. ومات في المحرم المعمر شمس الدين محمد بن أحمد بن منعة بن مطرف القنوي ثم الصالحي عن اثنتين وتسعين سنة. وسمع من عبد الحق حضورًا ومن ابن قميرة والمرسي واليلداني وأجاز له الضياء الحافظ وابن يعيش النحوي. وروى جملة وتفرد. ومات بمصر في المحرم النور علي بن عمر بن أبي بكر الواني الصوفي عن اثنتين وتسعين سنة. ومات بالثغر الملك أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد بن عبد الواحد ابن أحمد بن محمد الهنتاتي المغربي ويعرف باللحياني عن بضع وثمانين سنة. وقد وزر أبوه لابن عمه المستنصر بتونس مدة. اشتغل زكريا في الفقه والنحو فسرع فيه. وتملك تونس. وحج سنة تسع وسبعمائة ورجع فبايعوه في سنة إحدى عشرة ولقبوه بالقائم بأمر الله فاستمر سبع سنين. ثم تحول إلى طرابلس المغرب وأخذت منه تونس فتوجه إلى الإسكندرية في سنة إحدى وعشرين فسكنها. وكان قد أسقط ذكر المهدي المعصوم - أعني ابن تومرت - من الخطب. ومات بدمشق الرئيس العابد الأمين ضياء الدين إسماعيل بن عمر بن الحموي الدمشقي الكاتب عن اثنتين وتسعين سنة. سمع عثمان بن خطيب القرافة وشيخ الشيوخ. وكان ذا حظ من قيام وصيام وإطعام وإيثار تام. توفي في صفر. وكان بصيرًا بالحساب شارف الجامع مدة والخزانة. ومات المفتي الزاهد القدوة شرف الدين عبد الله بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني في جمادى الأولى عن إحدى وستين سنة. وشيعه الخلق. روى عن ابن أبي اليسر حضورًا. وسمع المسند والكتب الستة وأشياء. ومات الملك الكامل الأمير ناصر الدين محمد بن السعيد عبد الملك بن الصالح إسماعيل بن العادل في جمادى الآخرة عن أربع وسبعين سنة. وأعطي خبزه لولده الملك صلاح الدين. ثنا عن ابن عبد الدايم. ومات بدمشق قاضي الحنفية صدر الدين علي بن الصفي أبي القاسم ابن محمد البصروي في شعبان ببستانه عن خمسٍ وثمانين سنة. ثنا عن ابن عبد الدايم. وكان رأسًا في المذهب مليح الشارة كثير النعمة حكم بدمشق عشرين سنة وأوصى بثلث ماله صدقة. وولي بعده ابن الطرسوسي. ومات في سادس عشر شهر رمضان ببلبيس العلامة قاضي حلب فخر المجتهدين كمال الدين محمد بن علي بن عبد الواحد خطيب زملكا الأنصاري الشافعي وحمل فدفن بالقرافة. وولد في شوال سنة سبعٍ وستين. أفتى وصنف وتفرد به الأصحاب وكان سيال الذهن مليح الشكل طلب ليشافهه السلطان بقضاء دمشق فأدركه الأجل. تفقه بتاج الدين عبد الرحمن. وحدث عن ابن علان وابن البخاري ورثاه الشعراء. ومات بدمشق القاضي الأديب شمس الدين محمد بن الشهاب محمود كاتب السر. وولي القاضي محيي الدين بن فضل الله. توفي في شوال عن ثمان وخمسين سنة. قدم صاحب الروم تمرتاش بن جوبان بعسكره وذهب إلى السلطان في خواصه فاحترموه. واشترى النائب دار فلوس وما حولها وزخرفها وسميت دار الذهب. وأوصل الماء إلى القدس بعد أن عمل الصناع ستة أشهر. ونقض رخام الحائط القبلي من ناحية الجامع الغربية فوجد الحائط منحدبًا فنقض كأنه تغير من زلزلة فأخرب إلى الأرض مساحة خمسين ذراعًا فبني وأحدث فيه محراب للحنفية وجدد ترخيم حيطان الجامع سوى المقصورة وأركان القبة. وكان بالفرايين حريق عظيم. ثم جدد بعده قيساريتان. وفيها في المحرم درس العلائي بحلقة ابن صاحب حمص بحضرة القضاة فأورد درسًا باهرًا نحو ستمائة سطر. ومات بالثغر المعمر الإمام القدوة عز الدين إبراهيم بن أحمد بن عبد المحسن الحسيني الغرافي الشافعي في المحرم من ولد موسى الكاظم. سمع من والده وحليمة بنت ولد جمال الإسلام والبادرائي وجماعة. وأجاز له ابن يعيش وابن رواج. ونسخ بالأجرة. وتفرد مع التقوى والعلم والورع. عاش تسعين سنة. ومات ببغداد الإمام الواعظ مسند العراق شيخ المستنصرية عفيف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن البغدادي ابن الخراط الحنبلي عن تسعين سنة. مات في جمادى الأولى. وكان مولده في ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومرة كتبه في سنة تسع. سمع من عجيبة ومات بمصر في جمادى الآخرة قاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان ابن أبي الحسن الدمشقي الحنفي ابن الحريري. ولد في صفر سنة ثلاث وخمسين. وحدث عن ابن الصيرفي والقطب ابن عصرون وابن أبي اليسر وكان عادلًا مهيبًا صارمًا دينًا رأسًا في المذهب. ومات في بغدا مفتيها وشيخها جمال الدين عبد الله بن محمد بن علي بن العاقولي الواسطي الشافعي مدرس المستنصرية في شوال وله تسعون سنة وثلاثة أشهر. وكان يذكر أنه سمع من محيي الدين بن الجوزي. ومات في قلعة دمشق ليلة الاثنين العشرين من ذي القعدة شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن تيمية الحراني معتقلًا. ومنع قبل وفاته بخمسة أشهر من الدواة والورق. ومولده في عاشر ربيع الأول يوم الاثنين سنة إحدى وستين وستمائة بحران. سمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعدة. وبرع في التفسير والحديث والاختلاف والأصلين وكان يتوقد ذكاءً ومصنفاته أكثر من مائتي مجلد. وله مسائل غريبة نيل من عرضه لأجلها. وكان رأسًا في الكرم والشجاعة قانعًا باليسير شيعه نحو من خمسين ألفًا وحمل على الرؤوس رحمه الله. ومات في الصالحية في ذي القعدة الفقيه المعمر جمال الدين عبد الرحمن بن أحمد بن عمر بن شكر المقدسي الحنبلي. ولد في رمضان سنة تسع وثلاثين. سمع من النور البلخي والمرسي ومحمد بن عبد الهادي وطائفة. وقتل نائب الشرق جوبان بهراة ونقل تابوته فدفن بالبقيع ولم يدفن بمدرسته. سنة تسع وعشرين وسبعمائة في المحرم نقل كاتب السر محيي الدين إلى عند السلطان. وولي بدمشق شرف الدين حفيد الشهاب محمود. وأصاب كاتب السلطان فالجٌ وهو علاء الدين بن الأثير. ووسعت أسواق دمشق وجددت القنا التي من القنوات بإلزام النائب واسترحنا من ترسل المياه بعد غرامات كثيرة. وألقيت كلاب دمشق في خندق باب كيسان وفصل بحائط بين ذكورهم وإناثهم ورجمهم الناس. قيل: بلغوا خمسة آلاف. ومات بمصر شارح التنبيه نجم الدين محمد بن عقيل البالسي عن تسع وستين سنة. ناب في القضاء لابن دقيق العيد ودرس بعده بالمعزية القاضي الزرعي. وكان إمامًا زاهدًا شيعه الخلق. ومات في دمشق في ربيع الآخر الصدر نجم الدين علي بن محمد بن هلال الأزدي عن ثمانين سنة. حدث عن ابن البرهان والقاضي صدر الدين بن سني الدولة والزين خالد والكرماني وطلب وحصل الأصول وولي نظر الأيتام. وكان تام الشكل حسن البزة ذا كرم وتجمل. ومات في جمادى الأولى مدرس البادرائية شيخ الإسلام برهان الدين إبراهيم بن شيخ الشافعية تاج الدين عبد الرحمن بن إمام الرواحية أبي إسحاق إبراهيم بن سباع الفزاري المصري الأصل. وشيعه الخلق يوم الجمعة إلى عند قبر أبيه بباب الصغير. وله سبعون سنة سوى أشهر. حضر علي الزين خالد وسمع من ابن عبد الدايم وابن أبي اليسر وعدة. وله مشيخة. وحدث بالصحيحين وأعاد لوالده وخلفه في تدريس البادرائية وفي حلقته بالجامع. وتخرج به أئمة. علق على التنبيه شرحًا كبيرًا. وكان رأسًا في المذهب عارفًا بالأصول وبنحوٍ ومنطقٍ مع الورع والتقوى والتعفف والكرم. امتنع عن القضاء. وباشر خطابة البلد أيامًا ثم ترك. وكان له وقع في القلوب وود. ومات بعده بيومين شيخ الحنابلة بدمشق العلامة مجد الدين إسماعيل ابن محمد الفراء الحراني عن أربع وثمانين سنة. حدث عن الصيرفي وابن أبي عمر. وكان قيمًا بمذهبه عالمًا بعلمه لا يغتاب بشرًا ولا يؤذي آدميًا. تفقه به أئمة ومحاسنه جمة. لم يصنف شيئًا. ومات بمصر مسندها المعمر فتح الدين يونس بن إبراهيم بن عبد القوي الكناني العسقلاني ثم المصري الدبابيسي في جمادى الأولى وقد جاوز التسعين بيسير وهو آخر من روى عن ابن المقير بالسماع وبالإجازة عنه وعن المخيلي وحمزة بن أوس وظافر بن شحم وعدة. وتفرد وروى الكثير. وكان عاقلًا صبورًا. ومات بمصر الأديب ناظر الجيش معين الدين هبة الله بن مسعود بن حشيش عن ثلاث وستين سنة. روى عن ابن البخاري وغيره. وله النظم والنثر وقوة الأدوات. ومات بدمشق في ذي القعدة قاضي القضاة علاء الدين علي بن إسماعيل القونوي الشافعي الأصولي شيخ الشيوخ وصاحب التصانيف والتلامذة وله إحدى وستون سنة وأشهر. كان قد قدم من الروم في سنة ثلاث وتسعين فدرس وناظر. وسمع من ابن القواس والشرف ابن عساكر والأبرقوهي. وسكن القاهرة مدة. وتخرج به الأصحاب مع دين ونزاهة وصيانة وحياء وغزارة علم. رحمه الله. ومات الصاحب الأمجد رئيس الشام عز الدين حمزة بن المؤيد بن القلانسي الدمشقي في ذي الحجة عن ثمانين سنة وأشهر. وكان محتشمًا معظمًا متنعمًا. عمل الوزارة وغيرها. وروى عن البرهان وابن عبد الدايم. قدم على قضاء الشام علم الدين الإخنائي فاستناب مدرس الشامية زين الدين ابن المرحل. ونقل من طرابلس إلى قضاء حلب الشيخ شمس الدين ابن النقيب. وولي شمس الدين محمد بن المجد قضاء طرابلس. وولي قضاء الإسكندرية علم الدين صالح الإسنائي ثم عزل بعد شهرين. وأنشأ الأمير قوصون جامعًا كبيرًا بالقرب من جامع طولون وجعل لخطيبه في الشهر ثلاثمائة درهم. ومات بمصر كاتب السر علاء الدين بن تاج الدين أحمد بن سعيد ابن الأثير الحلبي ثم المصري. وكان ذا جاه وأموال وتمكن. مات في آخر الكهولة. ومات بدمشق سيف الدين بهادر آص المنصوري عن نيف وسبعين سنة. وكان من أمراء الألوف بدمشق. وقبته خارج باب الجابية. ومات يوم الخامس والعشرين من صفر مسند الدنيا شهاب الدين أحمد ابن أبي طالب بن نعمة بن حسن الديرمقرني ثم الصالحي الحجار ابن شحنة جبل الصالحية. وحدث يوم موته. وله مائة وبضع سنين. سمع من ابن الزبيدي وابن اللتي. وأجاز له ابن روزبة والقطيعي وعدة. ونزل الناس بموته درجة. ومات بحلب قاضيها فخر الدين عثمان بن محمد بن البارزي عن اثنتين وستين سنة. حدث ومات بمكة مفتيها وقاضيها نجم الدين محمد بن محمد بن الشيخ محب الدين الطبري الشافعي عن اثنتين وسبعين سنة. حدث عن عم جده يعقوب بن أبي بكر الطبري. وله إجازة من ابن سدى. ومات بمصر المحدث الزاهد فخر الدين عثمان ابن شيخنا الحافظ أحمد ابن الظاهري في رجب عن ستين سنة سوى أشهر. حضر ابن علاق والنجيب. وكان مكثرًا. ارتحل به أبوه. ونسخ هو بخطه وحدث. ومات المعمر زين الدين أيوب بن نعمة النابلسي ثن الدمشقي الكحال في ذي الحجة حدث عن المرسي والرشيد العراقي وعبد الله بن الخشوعي وجماعة. وتفرد. حدث بمصر ودمشق وعاش أزيد من تسعين سنة.
|